استكمالاً لعملية الخداع التي يمارسها الاتحاد المؤقت المسؤول عن إدارة الكرة المصرية بالتسويف والمماطلة في عقد الجمعية العمومية الطارئة وغير العادية للاتحاد، لبحث أحواله المضطربة وخاصة التأخير والتسويف في قرار العقوبة الرياضية المقرر اتخاذها في حق النادي المصري البورسعيدي وجماهيره، عقب مجزرة العنف التاريخية بإستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شهيداً من التراس الاهلي ، تستكمل اللجنة التنفيذية للاتحاد إجتماعها الذي بدأته يوم الاربعاء الماضي ، بإجتماع آخر يتواصل صباح اليوم السبت مع رؤساء ومندوبي الدوري الممتاز ، وتحاول اللجنة استكمال عملية خداعها الساذج للأندية الكبيرة وعلى رأسها الاهلي الذي كانت جماهيره ضحية الكارثة والزمالك والاسماعيلي وغيرها من أندية الدوري الممتاز ، بإستخدام إسم الفيفا وبعض مراسلاته دون توضيح المراسلات بالشكل الكامل، أوحتى عرض النص الرسمي لمراسلات الاتحاد مع الفيفا، وللأسف فإن الاندية الكبيرة انطلت عليها عملية الخداع في اجتماع الاربعاء الماضي بين الاتحاد ورؤساء أندية الممتاز، حيث تقرر تأجيل الجعمية العمومية التي كانت مقررة يوم 18 مارس ، وإرجاء موعد انعقاد الجمعية لتاريخ لاحق يحدد فيما بعد ، إنتظاراً لرد الفيفا وموافقته على مسودة لائحة النظام الاساسي للاتحاد المصري ، قبل عرضها على الجمعية العمومية للاتحاد المصري لمناقشتها وإقرارها.
** وعلم محرر موقع "كووورة" من مصادر داخل الفيفا والاتحاد المصري ، أن الخطاب الذي أرسله جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا إلى الاتحاد المصري يوم 6 من مارس الجاري، يوضح بجلاء أن الفيفا يؤكد عدم تدخله من قريب أو بعيد في إعطاء الإذن بتحديد موعد الجمعية العمومية للاتحاد أو بنودها ، وإنما هذا حق أصيل للاتحاد المصري وفقاً للائحته الاساسية القائمة، وقد أشار الفيفا في خطابه أيضا ، ورداً على تساؤل للاتحاد المؤقت بخصوص اعتماد بعض البنود الجديدة في اللائحة الاساسية، إلى عتب الفيفا على الاتحاد السابق لتأخيره اعتماد لائحة نظامه الاساسي وطلب ضرورة عرض المسودة النهائية للائحة الجديدة عليه لاعتمادها قبل عرضها على الجمعية العمومية ، وهو الامر الذي إتخذه الاتحاد المؤقت ذريعة لخداع أندية الدوري الممتاز وعلى رأسها الاهلي – الذي يملأ الدنيا صراخاً بالسعي للقصاص لشهداءه من جماهير "التراس الاهلي" دون سعي جاد للاتصال بالفيفا والسلطات المسئولة عن الرياضة في مصر لمعاقبة النادي المصري وجماهيره بأقل عقوبة ممكنة وهي العقوبة الرياضية .
** وأعود إلى الخداع الساذج الذي يكتشفه طالب ثانوي – إذا تصفح خطاب جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا باللغة الانجليزية ، حيث قال أنور صالح المدير التنفيذي بالنيابة للاتحاد المؤقت والذي يقوم بدور رئيس الاتحاد ، قال في خطابه للاندية المصرية بالنص : ( تعقيباً على خطاب الاتحاد الدولي لكرة القدم الوارد للاتحاد المصري يوم 6/3/ 2012 بشأن الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية لتعديل بعض مواد لائحة النظام الاساسي للاتحاد المصري قبل اعتمادها من الفيفا وقد جاء بالخطاب الأتي : " فإننا مرة أخرى نطلب من الاتحاد المصري موافاتنا بنسخة من المسودة النهائية لاعتمادها قبل عرضها على الجمعية العمومية لمناقشتها أو إقرارها . ونحن نؤكد على أن عرض مسودة اللأئحة على الجمعية العمومية قبل مراجعة الفيفا لتوافقها مع لائحة النظام الاساسي للفيفا ".
** والفقرة السابقة ترجمة مقتطفة ومخلة ولذلك فهي بمثابة تزويرمتعمد لخطاب فالكة الذي تجاهل صالح معظم فقراته خاصة التي تتحدث بوضوح عن عدم تدخل الفيفا نهائيا في مسألة عقد الجمعية العمومية غير العادية ، واقتصار مطالبته فيما يتعلق بالجمعية العمومية الخاصة بمناقشة لائحة النظام الاساسي الجديد .. وهكذا يستمر خطاب الخداع الساذج لأنور صالح - المنشور نسخة منه على موقع اتحاد الكرة - فيقول : لذلك يرى الاتحاد المصري لكرة القدم تأجيل انعقاد الجمعية العمومية غير العادية المحدد لها يوم 18 / 3/ 2012 على ضوء هذا الخطاب، على أن تُدعى الجمعية العمومية عقب وُرود رد الفيفا على التعديلات المقترحة وذلك طبقاً للائحة . والاتحاد إذ يدعو إلى عقد اجتماع ودي لمن يرغب يوم 18-3-2012 الساعة 12 ظهراً للتوافق على التعديلات التي سوف ترسل للاتحاد الدولي لكرة القدم ).
** انتهي الخطاب المخادع الذي تلاعب بخطاب الفيفا واقتطف منه بعض الاجزاء لتعطيل إجراء وعقد الجمعية العمومية غير العادية التي سيتصدر جدول أعمالها النظر في معاقبة النادي المصري وتقرير مصير الدوري ، والامر الأغرب الذي يدعو للسخرية عودة الاتحاد المؤقت مرة أخري لمراسلة الفيفا وطلب توصية منه بشأن القرار الخاص بالعقوبة التي يمكن أن يطبقها على النادي المصري ، علماً بأن لوائح الفيفا لا تجيز له التدخل او فرض نوعية عقوبات في امور كارثية بهذا الشأن خاصة عندما يصف بلاتر رئيس الفيفا نفسه مجزرة بورسعيد بأنها يوم أسود في تاريخ الكرة المصرية ..
** وللأسف فإن سلوك وسذاجة ومخادعة الاتحاد المؤقت لكرة القدم، للاندية المصرية الكبري والجمعية العمومية ، إنما هو مؤامرة لتفويت الفرصة لإستعادة الاستقرارفي الكرة المصرية ومعاقبة النادي المصري المتسبب في الكارثة وربما يكون ذلك بفعل تدخل خفي من بعض المسؤولين السابقين بالاتحاد ، وللأسف فإن هذا سيكون بمثابة تكرار للعديد من الأيام السوداء التي تعيشها الكرة المصرية في ظل سذاجة أنديتها الكبيرة التي تتعرض للنصب والاحتيال بسهولة من اتحاد الموظفين المؤقت الساذج الذي يلجأ لحيل وخدع صبيانية لن تؤدي إلا للمزيد من إشعال النار والفتن في الكرة المصرية.